الثلاثاء، 14 أبريل 2009

تاريخ المحاسبة


ترجع نشأة المحاسبة للأيام الأولى للحياة الزراعية والمدنية ( الحضارة السومارية في بلاد ما بين النهرين - وحضارة قدماء المصريين )،وقام الفكر الإقتصادي القديم بعمل سجلات دقيقة للكميات والقيم النسبية للمنتجات الزراعية ،وكان هناك نظم تجارية ومالية رسمية قبل 2000 سنة ق.م .

كما تشير معظم الدراسات أن أكثر الأنظمة المحاسبية القديمة تطوراً هو ذلك النظام الذي ابتكره المصريون القدماء والذي استخدم سجلات كمية لإحصاء ثروات الملوك والفراعنة وحصر مالهم وما عليهماللافت للنظر أن الإنسان بدأ أولى خطواته في هذا العلم بعملية التسجيل كما قام بالتسجيل بطريقة التكلفة التاريخية وهو مازال متبعاً حتى الآن بل ويعتبر من أهم الفروض المحاسبية رغم التطورات الكبيرة في هذا العلم .
ثم تم الإشارة الى جزئيات عن المحاسبة في الكتب السماوية ( الإنجيل - القرآن ) .في القرآن تم الإشارة الى جزئيات عن المحاسبة في التجارة وترتيبات الإئتمان أيضاً . كانت النظم المحاسبية التي استخدمها المسلمون في منتصف القرن السابع متأثرة بالحضارتين الرومانية والفارسية التي كان المسلمون يتفاعلون معها كما ذكر المفكر الإسلامي ابن تيمية في كتابه حسبة في القرن الثاني عشر والذي ذكر فيه بشيء كبير من التفصيل نشأة بيت المال في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ،وكان نظام مالي يهتم بتسجيل الإيرادات والمدفوعات ،واعتمد الخلفاء والملوك والحكام المسلمون العمل ببيت المال مع بعض التعديلات والإضافات حتى سقوط الدولة العثمانية .
يظهر هنا جلياً دور حضارتنا الإسلامية الكبير والمستمر بإذن الله في تطور الحضارات الإنسانية على مر التاريخ وفي كافة المجالات ومنها بالطبع المجال المالي ،وتفهم قادة الإسلام لأهمية العلم .ديننا الإسلامي دين حياة. لا اريد ان أخرج عن سياق الموضوع أكثر من ذلك ولكن دائما أشعر بأهمية ديننا الإسلامي عندما أقرأ عن رسول الله صلى الله عليهم وسلم وعن أصحابه رضوان الله عليهم حيث أنهم أفضل من يجب أن نأخذ منهم وهم أحق من يجب أن نقتدي بهم .
نعود الى موضوعنا ...
القيد المزدوج : وصدر أول كتاب للمحاسبة في عام 1494 ميلادياً بعنوان " كل ما يتعلق بالحساب والهندسة والتناسب" لمؤلفه الراهب الايطالي Luca Pacioli حيث تضمن هذا الكتاب أهم نظرية محاسبية حتى الآن وهي نظرية القيد المزدوج التي مازال يتم العمل بها حتى وقتنا هذا .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق